يعد هذا الكتاب من أهم الكتب التي صنفت في الأذكار، حيث جمع فيه ابن السني ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأذكار التي كان يداوم عليها، كأذكار الخلاء، وأذكار الصلاة، وأذكار الوضوء، وغيرها. وما أثر كذلك في بعض الحالات النادرة مثل: ما يقول إذا أصابته جراحة ...إلخ. وقد اعتبر الكتاب مرجعًا أساسيًا كاملًا جامعًا لأحاديث وأذكار اليوم والليلة، وقد أخرج ابن السني الكتاب بأسلوب واضح لا لبس فيه ولا إبهام.
يضم هذا الكتاب كثيرًا مما انتهى إليه علم المصنف من نَسب النبي صلى الله عليه وسلم، ومولده، ورضاعه، وفصاله، وإقامته في بنى سعد. وما عرض له هنالك من شق الصدر وغيره، ويأتي الكتاب وسطًا بين التطويل والاختصار، غير ممل ولا مخل، ويمتاز بحسن الاختيار، وإن كان المصنف قد أطال في ذكر الإسناد فيه؛ مما دفعه لاختصاره في كتاب آخر سماه: «نور العيون في تلخيص سير الأمين والمأمون».
يجمع هذا الكتاب علومًا شتى، أمْلته طبيعتان: طبيعة العصر وطبيعة المؤلف، فلقد كان العصر جامعًا لعلوم مختلفة وثقافات متعددة، ويعد ابن قتيبة في كتابه هذا الأول من نوعه الذي التزم أسلوبًا جديدًا من حيث الاختيار، ثم التبويب ثم الترتيب، وكان صاحب رسالة في تأليفه هذا الكتاب، قد أودعه كما يقول: طرقًا من محاسن كلام الزهاد في الدنيا، كما أنه لم يخل من نادرة طريفة، وفطنة لطيفة حتي لا يشعر القارئ بالملل. وقد حوى الكتاب موضوعات مرشدة لكريم الأخلاق، زاجرة عن الدناءة، ولم يكن هذا الكتاب وقفاً على طالب الدنيا دون طالب الآخرة، ولا على خواص الناس دون عوامهم، ولا على ملوكهم دون سوقتهم، بل وفى كل فريق منهم قسمه، ولكي يروح على القارىء من كد الجد. وضمن الكتاب نوادر طريفة وكلمات مضحكة تدخل في باب المزاح والفكاهة يقول: «مثل هذا الكتاب مثل المائدة تختلف فيها مذاقات الطعوم لاختلاف شهوان الآكلين». ومما اشتمل عليه الكتاب: كتاب السلطان: وفيه أخبار السلطان وسيرته وسياسته، وكتاب الحرب: وفيه الأخبار عن آداب الحرب ومكائدها، وكتاب: العلم والبيان، وكتاب الزهد: وفيه أخبار الزهاد، وغير ذلك.
هذا كتاب يعد من أحسن الكتب التي ألِّفت في تاريخ الطب، ذكر فيه مصنفه مشاهير الأطباء والطبيعيين من نقلة الكتب أي المترجمين وهنود وفرس ويونانيين وعرب ومغاربة وأندلسيين وسوريين وغيرهم، ورتبه على الأقاليم التي هم منها أي ترتيبًا جغرافيًّا، وذكر فيه نكتًا وعيونًا في مراتب المتميزين من الأطباء المتقدمين والمحدثين، وأودعه أيضًا نبذًا من أقوالهم وحكاياتهم ونوادرهم، وذكر شيئًا من أسماء كتبهم، وقد قسمه المصنف إلى خمسة عشر بابًا.